|--*¨®¨*--|
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم
((الدعاء))
{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} سورة الفاتحة
إن الدعاء من أقوى الأسلحة التي يبلغ بها المرء مراده، ولكن إن خلصت النية لله تعالى، وصدق العبد، وطهر نفسه من آفاتها، وقلبه من الحرام.
ومن الجهل بالله أن تقول الفتاة: لقد دعوت ولم يستجب لي، أو دعوت كثيراً ولم أجد شيئاً حتى الآن، بل الواجب على المرأة أن تجتهد في الدعاء وتأخذ بالأسباب والآداب التي تكون أدعى للقبول عند الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)).
ولذلك كان دعاء الصالحين من عباد الله: ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))، وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)).
بل كان يحرص صلى الله عليه وسلم أن يدعو بين السجدتين ربه أن يهديه فيقول: ((رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني)).، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة والأدعية بالهداية.
فهلا كان ذلك دافعاً للمرأة أن تبتهل إلى ربها بالدعاء، وتتضرع إليه مخبتة ومنيبة، عسى أن يقبل منها الدعاء فيثبتها على طريق الهداية.
وحتى يكون الدعاء أدعى للقبول عند الله تعالى آثرت أن أبين هنا للمرأة الصالحة أهم المسائل التي تتعلق بالدعاء.
أولاً: في الحث على الدعاء:
قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر، فأمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة.
وعن أبي داود والترمذي من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفراً خائبين)) وقال أيضاً: صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)).
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: ((إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه)).
ثانياً: آداب الدعاء:
1_ التوبة النصوح إلى الله تعالى وهي التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي والندم على كل ذنب سالف، والعزم على عدم العودة إلى الذنب في مقبل العمر.
2- التضرع والخشوع أثناء الدعاء.
3- تجنب الحرام فإنه من أقوى موانع عدم قبول الدعاء.
4- الطهارة واستقبال القبلة.
5- تقديم أي عمل صالح قبل الدعاء، كصلاة ركعتين، أو صدقة، أو غير ذلك.
6- خفض الصوت.
7- الثناء على الله تعالى وحمده والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل سؤال الله تعالى ودعائه.
8- ختم الدعاء أيضاً بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
9- تحري جوامع الأدعية، واقتفاء ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
10- المبالغة في تكرار الدعاء، والإلحاح على الله تعالى، وصدق الدعاء، والإيقان بالإجابة.
11- تحري الدعاء كل يوم وليلة، فإن الدعاء هو العبادة، والعبادة لا تنقطع.
12- ترك السجع وصنعة الكلام، قالت عائشة: إياك والسجع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يسجعون والمقصود بالسجع، السجع المتكلف.
13- أن تذكر ما يترتب على الإجابة من العبادة، كما في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام (( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) )) [طه/29-35].
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اشف عبدك فلاناً، ينكأ لك عدواً ويمشي لك إلى الصلاة)).
14- يكره الاستعجال في الدعاء واستبطاء الإجابة.
لقوله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي)).
15- تحري الدعاء في وقت مظنة الإجابة مثل يوم عرفة، وأخر ساعة بعد عصر الجمعة، وجوف الليل الآخر، وليلة القدر، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وقبل التسليم في الصلاة، وبعد الصلوات المكتوبة، وعند نزول المطر، وعند شرب الماء زمزم، وعند صياح الديكة)).
ثالثاً: ذكر نماذج من الأدعية الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً حاسداً، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.
اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، وما قضيت لي من قضاء، فاجعل عاقبته رشداً.
اللهم الهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي.
* اللهم جدد الإيمان في قلوبنا.
* اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع.
* اللهم اهدني وسددني.
* يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
* اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
* رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني
(منقول )
|--*¨®¨*--|